کد مطلب:353455 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:443

القعقاع بن عمرو حقیقة ام اسطورة (5)
د. حسن بن فرحان المالكی صحیفة الریاض - 25 صفر - 1418 ه یـنسب الی احد الفلاسفة انه قال (اذا شرحت فكرتك عشرین مرة ثم ظننت انه قد فهمك الاخرون فانت متفائل اكثر من اللازم وفـی ظـنـی ان ذلك الفیلسوف كان متفائلا (اكثر من اللازم) لان المصیبة الیوم لیس فی (عدم فهم الاخرین) بقدر ما تكون المصیبة فی تعمدهم (اساءة الفهم) ومحاربتهم للحقائق بطرق ملتویة و بتر لـكلام الخصوم و تحمیل الكلام مالایحتمل، فمثل هولاء لن یفید ان نشرح لهم عشرین مرة ولا مئة مرة..

اقول هذا حتی لا یمل بعض الاخوة القراء ان كررنا بعض الایضاحات والاقوال وشرحناها بطریقة تـمكن من وصول الحقیقة مجردة الی اكبر قدر ممكن من الناس ثم بعد هذا من اراد ان یسی ء القراءة والفهم فانه یستطیع ذلك بسهولة ولذة ایضا..

وقبل ان استطرد فی سرد بعض الملاحظات علی رسالة الاخ المدخلی عن (القعقاع بن عمرو) اود هـنـا ان اشـكر كل الاخوة الذین شاركوا فی الحوار سواءمن وافقنی منهم او خالفنی، فاشكر الاخ حـسـام الـمـاجـد والاخ خالد البكر وهذاالشكر لا اقوله منة او مجاملة وانما واجب، لان القارئ (الایـجـابـی) الـذی یـقـراالـمـوضـوع ثم یتفضل ویكتب عنه نقدا او تاییدا او اضافة ثم یرسل لـلصحیفة ویتابع موضوعه فهذا افضل (ایجابیة) من القارئ الذی یقرا الموضوع بلاایجابیة، مع ان القارئ للموضوع افضل (ایجابیة) من الذی لا یقرا اصلا.

فالاخوة الذین شاركوا باثراء الموضوع لهم فضل یجب ان یذكر ویشاد به بغض النظر عن الصواب والـخـطـا فكلنا خطاؤون والخطا بدایة التصحیح، ومن لایعمل لا یخطی ء وكذلك من لا یبحث ولا یكتب فلن یاخذ علیه الناس خطاء ولاصوابا..

(منهج امثل فی الردود) لـكـن الاخـوة الـذین یكتبون الردود والتعقیبات (مؤیدة او معارضة) هم بحاجة الی معرفة المنهج الامـثـل والالـیـة الصحیحة قبل كتابة المقال وبعثه الی الصحیفة ولعل من ابرز ملامح هذا المنهج التركیز علی ثلاثة امور هی: (1) القراءة قبل النقد فمن العیب العلمی ان یحكم القارئ علی الكاتب او علی رایه فی المسالة قبل ان یقرا المقال نفسه..

ولـلاسف ان كثیرا من الناس ما ان یسمعوا نقدا لاحد الكتاب حتی یسارعوا فی الموافقة وتبنی ذلك النقد بما فیه قبل ان یقرا الفرد منهم ثم یتخذ القرار عن قناعة تامة. فنحن مصابون بالعقل (الجمعی) والتفكیر (الجماهیری)..

فاذا وجدنا المجلس یذم الكاتب الفلانی ذممناه..

الـحـالتین لم نقرا و لم نتبین..

كـبـیر وذكر بانه سیشن حربا علی دولة اخری..

الـحـرب لاتـعطی نتیجة سنحاربهم بالسلام والمفاوضات)..

مع اول من تكلم ولا نعارض الاخیر...

ونحن فی مجالسنا قریبون الی حد كبیر من (المصفقین) لذلك الرئیس، فاذا (حش)احد الحاضرین فی كاتب (تتبعناه) و ان مدح (تبعناه) فنحن بحاجة قبل (موافقة الاخرین) او مخالفتهم ان نستاذنهم ونقول لهم اننا لا نستطیع الان (اتخاذ موقف)لسبب بسیط وهو (اننا لم نقرا ما قراتموه) فاذا قرانا ذلك المقال سنخبركم بموقفنا..

و... الخ.

قـولـوا لـه: اذا كـان بعض كبار المحدثین قد اخطاوا ونقلوا بعض الاحادیث مبتورة وفهموا بعض الاحـادیـث عـلـی غـیـر وجهها فمن باب اولی ان - تفهموا خطا اوتنقلوا خطا.. بالاسلوب السهل المتعقل ان نقنع من فی المجلس بصحة موقفنا مع الاصرار علیه بل ندعوهم الی هذا وننقد طریقتهم فی اتخاذالمواقف.

(2) الـفهم بعد القراءة اذا استطعنا ان نقرا المقال لكاتب من الكتاب فمن العیب العلمی ایضا الا نفهم ما كتبه الكاتب..

- لا یـحـسـن فـهـم الـمـقال ثم یعمم هذاالسوء - سوء الفهم - وینقله للناس او ینقد و هو لم یفهم الموضوع فلذلك نجده یكرر بعض الشبهة والاعتراضات التی سبق للمقال ان ناقشها..

قبل ان یحكم للكاتب او علیه مطالب بان یقرا ما كتبه الكاتب ثم یفهمه.

(3) الـعـدل بعد الفهم والقراءة: بعض القراء قد یقرا المقال - وهذا جید - ویفهمه - وهذا اجود - لكنه لا یستطیع ان یعدل لان المقال او الافكار لا تتفق مع ماقد كان یراه مسبقا..

فـهـو یـحـاكم حقائق المقال الی مقیاس خاص به وهذا المقیاس قد یكون ظالما اوغیر منضبط ولا تـحـكمه المعاییر فلذلك نجد القارئ - احیانا - یظلم الكاتب ویتعمد تحریف اقواله وتفتیحها وبتر الاستدرا كات والتوضیحات وربط افكارالكاتب بامور لم تخطر له علی بال..

الظلم وهو یفوق - فی نظری - ظلم الذی یحكم ولا یفهم او ظلم الذی یحكم قبل ان یقرا.

اذا فـنـحـن بـحاجة الی تذكیر انفسنا بانه قبل النقد والاعتراض یجب ان نقرا ثم نفهم ثم نعدل فی الحكم. اما ما هو سائد من ظلم قبل القراءة وقبل الفهم فهذامحرم شرعا ومذموم عقلا وفطرة.

ثم لا یستطیع احد ان یجبر القارئ علی حسن القراءة وحسن الفهم والعدل ولذلك یستطیع القارئ ان یـعـبث كما یشاء ویرسله للصحیفة او ینشره فی مجلس من المجالس..

یجب التنبیه علیها انه یفهم احیانا(بفهم الاخرین) ویقرا (بعیونهم)..

(بـالسنتهم)..

علی باطل لان هذه المتابعة توفر له جوا (اجتماعیا) جیدا او خدمة مؤقتة..

تفیده عند اللزوم..

الاثام عنه.

اذا فـالـقـاری ء مطالب باتخاذ الموقف عن قناعة ولن یستطیع اتخاذ هذا الموقف الابمعرفة (الالیة الـصـحـیحة) التی توصله لهذا (الموقف) وقد سبق شرح ابرز جوانب هذه الالیة وهی (القراءة + الفهم + العدل).

ولـو طـبـق القراء هذه الالیة بدقة لاتفقنا فی كثیر من الامور التی یجب ان نتفق فیهاولاصبحنا من الـمجتمعات المثالیة فی (فهم الحوار) و (فهم الاخرین) هذا الفهم الذی لن ننهض بدونه لانه (ای الفهم) مفتاح كل حسنة وعنوان كل ایجابیة من ایجابیات العلم والفكر والمواقف ایضا.

(رسالة المدخلی ایضا) بـعـد هـذا الایضاح الذی شجعنا علیه مقولة الفیلسوف التی سقناها فی بدایة المقال.. نعود للاخ عبد الباسط المدخلی واحب ان اوضح ایضا بان المدخلی صاحب الرسالة المنتقدة یبقی اخا فی اللّه لا اكن لـشـخصه الكریم الا كل خیرودعاء. اقول هذا لان بعض الناس - بغیر هذا التوضیح - قد یظن ان بینی وبین من اتحاور معهم عداوات شخصیة..

ثـم ارد علیه..

بعض الخاصة.

اذن فـكونی اكن لاخی عبد الباسط المدخلی او غیره التقدیر لا یعنی هذا (تعطیل النقد الذاتی) ولا یعنی اقراره علی ما ذهب الیه كما ان الاخ عبد الباسط اوغیره لا اطلب منه الموافقة مطلقا علی كل مـا اقـول فله الحق ان یرد ویبدی وجهة نظرمدعمة بالادلة والبراهین. ولعل اخشی ما اخشاه علی الاخ الـمـدخـلـی الـتـاثـربـالوسط الذی هو فیه فكثیر من الزملاء والاصدقاء یشجعون المنقود عـلـی الاصـرار عـلـی الخطا وتبرئة الساحة وارجاع الكیل كیلین..

الـردود والمجادلات، ویساعد فی ضیاع الحقائق ان اكثر القراء عندنااو كثیرا منهم عندهم ضعف ظـاهـر ولا یـسـتـطـیـعون اتخاذ قرار ولا معرفة الصواب والخطا فیقعون لقمة سائغة (لاخر صیحة..

ارجو ان یفهم القراء اننی لم اعمم وانما قلت (اكثر او كثیر).

عـلی ایة حال: نحن نجد فی تاریخنا الاسلامی اروع الامثلة للرجوع الی الحق رغم مخالفة الاتباع والـرعاع وغوغاء المؤیدین فان لم یتنبه العاقل لهذا فسیجدنفسه متبنیا لموقف خاطی ء لا یرتضیه لنفسه.

نحن نرفع شعار (كل یؤخذ من قوله ویرد) لكن عند التطبیق لا ناخذ الاقوال الاممن نحب ولا نرد اقـوال الا مـن نكره..

علی المصالح والاراء الجماهیریة ومجاراة السائد بما فیه من تقلید وركود وتلقین.

نـعـم ان الـنظریات الجمیلة موجودة لكن نظریات وقد حل مكانها نظریات اخری جاهلة لها واقعها الـتـطبیقی مثل من انت.. وكان لهذه النظریات الجاهلة اثرهاالمدمر علی النظریات القرآنیة والحدیثیة التی تنهی عن التقلید وتامرنا بالتدبروالتفكر والتعقل والتفقه.. فاصبح التقلید علامة التسنن والاتباع واصبح البحث الجاد علامة المخالفة والابتداع..

وقـد عانی كثیر من نوابغ السلف الصالح من هذه النظریات المستحدثة وتستطیعون استعراض ائمة الاسـلام الـكبار الذین كان لهم اثرهم الطیب علی العلم والمعرفة هل تجدون واحد منهم لم یتهم فی نیته او عقیدته او دینه.. كـلـكم تذكرون ماذا حدث لسعید بن المسیب والشافعی و احمد و ابی حنیفة ومالك وابن تیمیة وابن القیم والمزی وغیرهم.. هكذا تجد المحاولات (الماكرة) لاسكات العلم النافع الذی لا یدرك منفعته الا اجیال من العصور التالیة.

ایـضـا هـذه ایضاحات التی اقولها الان دفعنا الیها كلمة الفیلسوف فلا تساموا من التكرار فالكاتب او المؤلف او صاحب الرای فی امس الحاجة الی التوضیح ثم التوضیح ثم التوضیح.

(عودة الی الرسالة ومصادرها) راینا فی الحلقة الماضیة ان الاخ المدخلی عقد اول فصول كتابه بعنوان (القعقاع بن عمرو و مكانته فـی بـنی تمیم) ثم تكلم عن نسب القعقاع و نشاته واحال فی هذا الفصل علی احد عشر مصدرا كلها نـقـلـت من سیف بن عمر.. ونشاته ومكانته.. الخ.

والغریب ان الاخ المدخلی لم یذكر (سیفا) فی المصادر البتة..! وهذا - كما قلت سابقا - یظهر انه هدف اساسی من اهداف الاخ المدخلی حتی لا یتهم بانه اعتمد علی مصدر واحد غیر موثوق..

(مصادر المدخلی 116 مصدرا..

واغـرب مـن هـذا كـله ان المدخلی فی رسالته قد احال علی مائة وستة عشرمصدرا ومرجعا..

سـردهـا فی نهایة الرسالة فی ثلاث وعشرین صفحة..

ولـیـس هناك مصدر من تلك المصادرذكرت القعقاع استقلالا..

بـذكـر مـصـدر واحـدفـقـط وهـو سـیـف لكان افضل واصدق واقل تكلفة وجهدا من كتابة ذلك (الـثـبـت)الطویل الذی بدا بالقرآن الكریم وانتهی بمحمد عمارة..

(سیف بن عمر) فی هذه المصادر والمراجع البتة..

یسجل نادرة من نوادر الرسائل الجامعیة فی هذاالعصر.

كـل هـذه الـمـصادر - سوی القرآن الكریم - نقلت اخبار القعقاع عن سیف بن عمر الكذاب.. الذی یعترف المدخلی بانه (متروك الروایة) لكن (لم یترك)روایاته..

امـا عـن سـبـب ورود الـقرآن الكریم هنا فقد ذكره المدخلی لانه زعم - تبعا لسیف - ان القعقاع صحابی..

والغریب فی القعقاع انه یزحف بقوة فهو لم یكن موجودا اصلا فزعم سیف انه شهد وفاة النبی (ص) ثـم تـوقع احمد كمال انه (اسلم فی السنة التاسعة) وزادالفقیهی بان القعقاع (وفد علی النبی (ص) فـی الـسـنـة الـتـاسـعة) وتوقع عبد اللّه صقر (انه شهد الخندق)..

(الـتـوقـعات) علی انهاحقائق مثلما نقلنا تخیلات سیف بن عمر (القصصیة) علی انها حقائق والفنا فـی ذلـك الـمؤلفات والرسائل الجامعیة..

الخلفاء الراشدین وهكذا نجد ان اكاذیب سیف بن عمر قد سرت فی دمائنا من حیث لا نشعر واصبح لها فعل المخدر..

بـمـنهج علمی ولااصول تحقیق ولا اثم الكذب لاننا نشعر اننا اصحاب (نیات حسنة) وهذا الشعور نجعله مبررا لنا لمخالفة المعاییر والضوابط البحثیة، اضافة الی مخالفة مانعد الناس به من التزام بهذا المنهج وتلك الضوابط.

واخـیـرا فـقـد حاولت ان اخصص هذه الحلقة لهذه الایضاحات لاننا بحاجة من وقت لاخر لتذكیر الـنـاس بما ننادی به وما نتبناه من آراء نزعم ان لها ادلتهاالعلمیة، وما دام ان هذه الایضاحات متعلقة بـمـوضـوع (الـقعقاع) فقد جعلناه فی السلسلة نفسها لهذا السبب ولسبب آخر ذكرناه وهو مصادر ترجمة القعقاع التی نقلها لنا المدخلی.

فی النور: الاسـتـاذ شـاكـر محمود عبدالمنعم، ان دراستكم عن (ابن حجر العسقلانی مصنفاته ودراسة فی منهجه وموارده فی كتابه الاصابة) دراسة تستحق الاشادة ولعل ممایهمنا فی هذا الموضوع ما كتبه الاسـتـاذ شـاكـر فی الباب الثالث عن (منهج الحافظفی الاصابة..

حجر وهو لایعرف منهجه..